لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم مكانة عظيمة في الإسلام، لدورهم العظيم في نشر الدعوة الإسلاميّة، ووصفهم صلى الله عليه وسلم بأنّهم خير القرون، وحذر من إيذائهم بالألسنة والنيل منهم، واعتبر من فعل ذلك أنه آذى الرسول صلى الله عليه وسلّم، ومن هؤلاء الصحابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي خلّد القرآن الإشارة إليه عندما قال تعالى: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) [التوبة: 40].
كان لأبي بكر رضي الله عنه دور عظيم في خدمة الدعوة، حيث إنّه أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلّم من الرجال، فنظر جلّ حياته في خدمة الدعوة، وفيما يأتي لنا محطات مع هذا الصحابي الجليل، نتعرف خلالها على اسمه ونسبه وإسلامه، ومحطات من دوره في خدمة الدعوة، وأختم بالحديث عن وفاته.
اسم ونسب أبي بكر الصديقأبو بكر الصديق هو عبد الله ابن عثمان، (أبو قحافة) بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، وكان يسمى في الجاهلية عبد الكعبة، فما رضي صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم، فغيره ليصبح عبد الله، وفي هذا إشارة قوية منه صلى الله عليه وسلّم بتصحيح مفهوم العبودية، أمّا كنيته، فهي أبو بكر بقيت هي هي في الجاهلية وفي الإسلام، وينحدر أبو بكر رضي الله عنه من قبيلة تيم إحدى بطون قريش الإثني عشر.
إسلام أبي بكر الصديقكان أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلّم من الرجال، وفور إسلامه انطلق يدعو إلى الإسلام، فأسلم على يديه في يوم واحد عدد من الصحابة منهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وكل هؤلاء من المبشرين بالجنّة.
أخلاق وصفات أبي بكر الصديقاتصف أبو بكر الصديق بجملة من الأخلاق العظيمة؛ كالصدق، والأمانة، والشجاعة، والإيثار، والبذل، والكرم، والعطاء، والتضحية، ولازمه وصف الصديق طيلة حياته، حيث وصفه صلى الله عليه بالصديق لتصديقه له بحادثة الإسراء والمعراج حين كذبته قريش، فتعرّض للأذى نتيجة ذلك.
دور الصديق في خدمة الدعوةتعددت الروايات التي تتحدث عن وفاته، فقيل أنّ اليهود وضعوا له السمّ في الطعام، فأكل منه هو وطبيب العرب الحارث بن كلدة، فماتا بعد سنة متأثرين بذلك، كما قيل أنّه توفي بحمّى أصابته نتيجة اغتساله بماء بارد، وتوفي رضي الله عنه عن ثلاث وستين سنة، وذلك في يوم الاثنين، في السنة الثالثة عشرة للهجرة من شهر جمادى الآخرة.
المقالات المتعلقة بكيف مات أبو بكر الصديق